للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن وجه تأثير هذه الأدعية الواردة ونحوها في دواء هذه الأمراض القلبية، أن القلب خلق لمعرفة فاطره ومحبته وتوحيده، والسرور به، والابتهاج بحبه والرضا عنه، والتوكل عليه، والحب فيه، والبغض فيه، والموالاة فيه، والمعاداة فيه، ودوام ذكره، وأن يكون أحب إليه من كل ما سواه، وأجلَّ في قلبه من كل ما سواه، ولا نعيم له ولا سرور ولا لذة؛ بل ولا حياة له إلا بذلك.

وهذا له بمنزلة الغذاء والصحة والحياة، فإذا فقد غذاءه وصحته وحياته فالهموم والغموم والأحزان مسارعة إليه من كل صوب إليه، [ورهنٌ] (١) مقيم عليه .. فدواؤه الذي لا دواء سواه ما تضمنته هذه العلاجات النبوية [٢٩٧/ أ] المضادة لهذه الأدواء، فإن المرض يزول بالضد، والصحة تحفظ بالمثل، فصحته تحفظ بهذه [الأمور] (٢) النبوية وأمراضه بأضدادها. أفاده ابن القيم [٣٤ ب] في "زاد المعاد" (٣).

قوله: "أخرجه الترمذي".

قلت: وأحمد (٤)، والنسائي (٥)، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (٦)، والبزار (٧) ,


(١) في (ب): "ودوائهن".
(٢) في (أ. ب): "الأدوية"، وما أثبتناه من "زاد المعاد" (٤/ ١٨٦).
(٣) (٤/ ١٨٥ - ١٨٦).
(٤) في "المسند" (١/ ١٧٠).
(٥) في "عمل اليوم والليلة" رقم (٦٥٦).
(٦) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٦٦٨).
(٧) في مسنده رقم (٣١٥٠ - كشف).

<<  <  ج: ص:  >  >>