للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: فروايته مرسلة.

قوله: "والترمذي بتمامه" قلت: وقال (١): "حسن غريب من هذا الوجه" وحماد بن أبي حميد هو أبو إبراهيم الأنصاري المدني، وليس بالقوي عند أهل الحديث.

٢ - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةٍ القَدْرِ مَا أَدْعُوا بِهِ؟ قَالَ: "قُولِي: اللهمَّ إِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي". أخرجه الترمذي (٢) وصححه. [صحيح]

قوله: "في حديث عائشة: إن وافقت ليلة القدر".

أقول: تريد إن عرفتها بعينها، وقد ذكرت لها علامات (٣): عدم الحرِّ والبرد فيها، وأن تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء بلا كثير شعاع؛ لخبر مسلم بذلك. وحكمة ذلك: أنها علامة جعلت لها، وأن ذلك لكثرة اختلاف الملائكة ونزولها وصعودها فسترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها، هكذا ذكر. وهذا يدل قلة شعاع الشمس بعد مرور ليلة القدر، وهو علامة لمرورها، والمطلوب علامات تستقبل بها وتعرف بها المراقب لها فيدعو.

فأي فائدة بعد مرورها؟ وأجيب: بأن فائدة معرفة صفتها [٤٦ ب] بعد فواتها بعد طلوع الفجر: أنه يسن أن يكون اجتهاده في يومها كاجتهاده في ليلتها.


(١) في "السنن" (٥/ ٥٧٢).
(٢) في "السنن" رقم (٣٥١٣)، وهو حديث صحيح.
وأخرجه ابن ماجه رقم (٣٨٥)، وأحمد (٦/ ١٧١، ١٨٢، ١٨٣، ٢٥٨)، والحاكم (١/ ٥٣٠)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (٨٧٢ - ٨٧٧)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (٧٦٥).
(٣) سيأتي تفصيلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>