للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: أخرجه البخاري (١) في مواضع [٨٢/ ب].

وقوله: "لا يسقط ورقها" وهو وجه الشبه. قال الحافظ (٢): ووجه الشبه بين النخلة والمسلم من جهة عدم سقوط الورق ما زاده الحارث بن أبي أسامة (٣) في هذا الحديث من وجه آخر عن ابن عمر، ولفظه قال: كنا يوماً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فقال: "إن مثل المؤمن كمثل شجرة لا تسقط لها أنملة، أتدرون ما هي؟ " قالوا: لا. قال: هي النخلة لا تسقط لها أنملة، ولا تسقط لمؤمن دعوة".

قال: وقوله: "النخلة" موجود في جميع أجزائها مستمر في جميع أحوالها، فمن حين تطلع إلى أن تبسر تؤكل أنواعاً، ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها حتى النوى في علف الدواب والليف في الحبال، وغير ذلك مما لا يخفى، وكذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته.

قوله: "فقال القوم: هي شجرة كذا".

أقول: لأنه قال - صلى الله عليه وسلم - للمخاطبين: "فحدثوني ما هي" وبوب له البخاري (٤) باب: قول المحدث حديثاً.


(١) في "صحيحه" رقم (٦٢) (٧٢) (١٣١) (٢٢٠٩) (٤٦٩٨) (٥٤٤٤) (٥٤٤٨) (٦١٢٢) (٦١٤٤).
(٢) في "فتح الباري" (١/ ١٤٥).
(٣) كما في "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" (٢/ ٩٦٥ رقم ١٠٦٧) بسند ضعيف.
• وأصل هذا الحديث عند أحمد (٢/ ٦) والبخاري رقم (٦١) ومسلم رقم (٦٣/ ٢٨١١) من طريق عبد الله ابن دينار.
وأخرجه أحمد (٢/ ٣) والبخاري رقم (٦١٢٢) من طريق محارب بن دثار كلاهما عن ابن عمر مرفوعاً.
(٤) في "صحيحه" (١/ ١٤٤ رقم الباب ٤ - مع الفتح).

<<  <  ج: ص:  >  >>