للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَحْدهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ, وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عِدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ, وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ, وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ, وإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ". أخرجه الثلاثة (١) والترمذي (٢). [صحيح]

قوله: "وعن أبي هريرة" أقول: هذا الحديث جعله ابن الأثير (٣) من الفرع الثالث، وهو فرع عنده للتهليل. والمصنف جعل الجميع في فصل واحد وحذف أحاديث في الاستغفار كثيرة، كحديث سعد في الاستغفار وغيره.

قوله: "عمل أكثر منه" أقول: فيه دليل (٤) على أن من أتى بالذكر المذكور أكثر من مائة مرة كان له الأجر على المائة، وأجر آخر على الزيادة، وأنه ليس هذا من الحدود والمقادير التي نهي عن زيادتها، فإن زيادتها لا فضل فيها أو تبطلها، كالزيادة في عدد الركعات، ويحتمل أن يراد بالزيادة من أعمال الخير، لا من التهليل، ويحتمل (٥) أن المراد مطلق الزيادة من تهليل وغيره، وهذا الاحتمال أظهر. كذا قيل.


(١) أخرجه البخاري رقم (٣٢٩٣، ٦٤٠٣)، ومسلم رقم (٢٦٩١)، ومالك في "الموطأ" (١/ ٢٠٩).
(٢) في "السنن" رقم (٣٤٦٩).
(٣) في "الجامع" (٤/ ٣٩١).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (١١/ ٢٠٥ - ٢٠٦).
(٥) قاله النووي في شرحه لصحيح مسلم (١٧/ ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>