كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

الباب الثالث: فيما يجري في مجرى الدعاء - الفصل الثاني: في الاستغفار والتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والحوقلة - ج: 4 - ص: 298

أقول: هذا الحديث أخرجه الترمذي (١)، وإسناده ليس بمتصل، وأحسن منه سنداً ما أخرجه الشيخان (٢)، وأبو داود (٣)، والترمذي (٤) من حديث أبي موسى أنه قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا عبد الله بن قيس! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ " فقلت: بلى يا رسول الله. قال: "قل لا حول ولا قوة إلا بالله". ذكره ابن الأثير في "الجامع". فلو أتى به المصنف كان أولى، والمراد: ثوابها كنز، أي: شيء نفيس؛ لأنها كلمة استسلام لله وتفويض إليه، وتقدم الكلام قريباً في تحقيقها.

قوله: "قال مكحول" (٥) هو أبو عبد الله مكحول بن عبد الله الشامي من سبي كابل. قال ابن عائشة (٦): كان [٦٣ ب] مولى لامرأة من قريش، وكان سنيد لا يفصح، وكان بالشام ولم يكن في زمانه أبصر بالفتيا منه، وكان لا يفتي حتى يقول لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا رأي، والرأي يخطئ ويصيب، سمع أنس بن مالك وغيره. مات سنة ثمانية عشرة ومائة، وغير ذلك. وهذا الكلام منه يحتمل أنه سمع فيه حديثاً؛ فإنه لا مسرح [للرأي] (٧) والاجتهاد في ما قاله.

وعلى كل حال؛ فهو مرسل. أعني قوله: ثم قال: "لا منجا" إلى آخره.

---

(١) في "السنن" رقم (٣٦٠١).
(٢) البخاري في صحيحه رقم (٢٩٩٢، ٤٢٠٥، ٦٣٨٤، ٦٤٠٩، ٦٦١٠، ٧٣٨٦)، ومسلم رقم (٢٧٠٤).
(٣) في "السنن" رقم (١٥٢٦، ١٥٢٧، ١٥٢٨)، والترمذي رقم (٣٤٦١)، وابن ماجه رقم (٣٨٢٤) مختصراً.
(٤) انظر: "التقريب" (٢/ ٢٧٣ رقم ١٣٥٤).
(٥) انظر: "التقريب" (٢/ ٢٧٣ رقم ١٣٥٤).
(٦) انظر: "تهذيب التهذيب" (٤/ ١٤٨ - ١٤٩)، "ميزان الاعتدال" (٤/ ١٧٧ رقم ٨٧٤٩).
(٧) سقطت من (ب).