للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامس (١): أن قوله: "اللهم صلِّ علي محمد" مقطوع عن التشبيه فيكون التشبيه متعلقاً بقوله: "وعلى آل محمد" وتعقب بأن غير الأنبياء لا يمكن أن يساووا الأنبياء، فكيف يطلب لهم الصلاة، مثل الصلاة التي وقعت لإبراهيم [٦٦ ب] والأنبياء وآله؟!

رووا أيضاً بأنه وقع في حديث أبي سعيد البخاري (٢) مقابلة الاسم فقط بالاسم فقط، ولفظه: "اللهم صلِّ على محمد كما صليت على إبراهيم".

السادس: منع قولهم في أول الإشكال أن المشبه (٣) به يكون أرفع من المشبه, وسنده: أن التشبيه قد يكون بالمثل بل بالأدنى، كما في قوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ} (٤) وأين يقع نور المشكاة من نوره تعالى؟!

ولكن لما كان المراد من المشبه به أن يكون شيئاً ظاهراً واضحاً للسامع حسن تشبيه النور بالمشكاة، وكذا هنا، لما كان تعظيم إبراهيم وآل إبراهيم بالصلاة عليهم مشهوراً واضحاً عند جميع الطوائف، حسن أن يطلب لمحمد وآل محمد بالصلاة عليهم، مثل ما حصل لإبراهيم وآل إبراهيم.

وقد عبر الطيبي (٥) عن هذا المعنى بقوله: ليس التشبيه المذكور من باب إلحاق الناقص بالكامل، بل من باب إلحاق ما لم يشتهر بما اشتهر.


(١) انظر: "فتح الباري" (١١/ ١٦١).
(٢) في صحيحه رقم (٦٣٥٨).
(٣) قاله الحافظ في "فتح الباري" (١١/ ١٦٢).
(٤) سورة النور: ٣٥.
(٥) ذكره الحافظ في "الفتح" (١١/ ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>