للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أول الدول كالأموية ونحوها، ممن نال من الآل ما نال كراهية ذكرهم بخير فطواه العلماء تقية وخوفاً، وحملهم على السلامة يقضي بأنهم كانوا يتلفظون بها، ثم جاء المتأخرون فظنوا ذلك هو الشرع، وبه تتم الصلاة المأمور بها، ثم صار عصبية.

لو أن عالماً يملي أي كتاب من كتب الحديث، أو الفقه الذي فيه أحاديث ويصلي على الآل ويأتي بالصلاة المشروعة؛ قام عليه سامع ورماه بالابتداع، من باب: (رمتني بدائها وانسلت) فإنه التارك لذكر هو المبتدع بالترك.

قوله: "والسلام كما قد علمتم" ضبط بالبناء للفاعل وبالبناء للمفعول.

قال البيهقي (١): فيه إشارة إلى السلام الذي في التشهد، وهو قوله: "السلام عليك أيها النبي الكريم ورحمة الله وبركاته". انتهى.

وتفسير السلام بذلك هو الظاهر، ويأتي الكلام في وجوبها في الصلاة عند الكلام في الصلوات.

[قوله: "عن أبي حميد الساعدي" أقول: اسم أبي حميد عبد الرحمن بن سعد بن المنذر أنصاري خزرجي، من بني ساعدة] (٢).

قوله: "وعلى أزواجه وذريته" أقول: استدل بعضهم به بأن المراد بالآل الأزواج والذرية، وأن هذا الحديث فسر الآل الذي في الحديث الأول.

وتعقب بأنه ثبت الجمع (٣) بين الثلاثة كما في حديث [٦٨ ب] أبي هريرة، فيحتمل على أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ غيره. فالمراد بالآل في التشهد الأزواج ومن حرمت عليهم


(١) انظر: "السنن الكبرى" (٢/ ١٣٦، ١٥٣).
(٢) زيادة من (أ).
(٣) انظر: "المجموع شرح المهذب" (٣/ ٤٤٦ - ٤٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>