كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

كتاب: الديات - الفصل الأول: في دية النفس - ج: 4 - ص: 317

زاد ابن الأثير (١) في الترجمة: وتفصيلها، وفيه فرعان:

الفرع الأول: في دية المسلم الحر الذكر، ثم ذكر حديث عمرو بن شعيب الذي أتى به المصنف.

قوله: "ثلاثون بنت مخاض" أقول: صفة "لثلاثون" فتأويل ثلاثون ببعض، كأنه قيل: بعض بنت لبون فلم يقل بنات.

وفي "النهاية" (٢): والمخاض اسم للنوق الحوامل، وبنات المخاض، وابن المخاض، ما دخل في السنة الثانية؛ لأن أمه لحقت بالمخاض، أي: الحوامل، وإن لم تكن حاملاً.

وقيل: هو الذي حملت أمه أو حملت الإبل التي فيها أمه وإن لم تحمل هي، وهذا هو معنى ابن مخاض وبنت مخاض؛ لأن الواحد لا يكون ابن نوق وإنما يكون ابن ناقة واحدة.

والمراد أن يكون [والمراد أن تكون] (٣) قد وضعتها أمها في وقت ما، وقد حملت النوق التي وضعت مع أمها، وإن لم تكن أمها حاملاً فنسبها إلى الجماعة بحكم مجاورتها أمها، وإنما سمي ابن مخاض في السنة الثانية؛ لأن العرب إنما كانت تحمل الفحول على الإناث بعد وضعها بسنة، ليشتد ولدها ويمخض، فيكون [ولدها] (٤) ابن مخاض.

قوله: "بنت لبون" أقول: وفيها أيضاً بنت لبون (٥) وابن لبون، هما من الإبل: ما أتى عليه سنتان [٧٥ ب] ودخل في الثالثة، فصارت أمه لبوناً، أي: ذات لبن؛ لأنها تكون قد حملت حملاً آخر ووضعته.

---

(١) في "الجامع" (٤/ ٤٠٨).
(٢) (٢/ ٦٤١).
(٣) زيادة من (ب).
(٤) زيادة من (أ).
(٥) "غريب الحديث" للهروي (٣/ ٧١)، "المجموع المغيث" (٣/ ٧١).