للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "لا يشقى جليسهم" أقول: في "الفتح" (١) في هذه العبارة مبالغة في نفي الشقاء عن جليس الذاكرين، فلو قيل سعد بهم جليسهم؛ لكان ذلك في غاية الفضل، لكن التصريح بنفي الشقاء، أبلغ في حصول المقصود.

وفي الحديث (٢) فضل مجالس الذكر والذاكرين، وفضل الاجتماع على ذلك، وأن جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل الله تعالى به عليهم، إكراماً لهم، ولو لم يشاركهم في أصل الذكر.

وفيه محبة الملائكة لبني آدم واعتنائهم بهم، وطلبهم مجالس الذكر في دار الدنيا.

٢ - وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ الله تَعَالَى فيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ الله تِرَةٌ، وَمَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لاَ يَذْكُرُ الله فِيهِ كانَتْ عَلَيْهِ مِنَ الله تِرَةً, وَمَا مَشَى أَحَدٌ مَمْشَى لاَ يَذْكُرُ الله فِيهِ إِلاَّ كانَتْ عَلَيْهِ مَنَ الله ترَةٌ". أخرجه أبو داود (٣) وهذا لفظه والترمذي (٤).

"التِّرَةُ" (٥) هنا: التَّبِعَةُ.


(١) (١١/ ٢١٣).
(٢) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (١١/ ٢١٣).
(٣) في "السنن" رقم (٤٨٥٦).
(٤) في "السنن" رقم (٣٣٨٠).
وأخرجه أحمد (٢/ ٤٣٢)، والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٥٤٦)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (٤٠٤)، وابن حبان في صحيحه رقم (٨٥٣)، وهو حديث صحيح.
(٥) "المجموع المغيث" (٣/ ٣٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>