للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية للبيهقي (١) عن عمر أنّه - صلى الله عليه وسلم - لمّا رأى [أي] (٢) مصعب بن عمير مقبلاً عليه إهاب كبش قد تمنطق به فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "انظروا إلى هذا الذي نوَّر الله قلبه، لقد رأيته بين أبوين يغذونه بأطيب الطعام والشراب، لقد رأيت عليه حلة شروها أو شريت له بمائتي درهم، فدعاه حب الله وحب رسوله إلى ما ترون".

وقوله: "إذا غدا في حلة وراح في أخرى" أي: لبس وقت الغداة ثياباً، وبدلها في يوم وقت الرواح بثياب أخرى سعة في ثيابه وترفهاً في ملبوسه، كما يتوسع في مأكوله فتأتيه صحفة بعد أخرى.

وقوله: "وسترتم بيوتكم" ليس فيه دليل على حل تستير الجدارات فقد نهى عنه إنما هو إخبار بما سيكونون فيه، وهذا من أعلام النبوة, فكل ذلك قد وقع لأغلب الأمة.

قوله: "بل أنتم اليوم خير منكيم يومئذٍ"؛ لأنه لا يأتي من التوسع في الغالب إلا محبة الدنيا، وزيادة التوسع على ما لا بد منه، وقلة شكر النعم. [٢٠١ ب]، والاشتغال عمَّا خلقوا له من العبادة، وهو من أدلة فضل الفقر على الغنى كما مَرَّ فيه الكلام.

قوله: "أخرجه الترمذي" قلت: وقال (٣): حسن غريب. وقال المنذري: فيه راوٍ لم يسم.

١٤ - وعن أبي أُمامة بن ثعلبة الأنصاري - رضي الله عنه - قال: ذَكَرُوا عِنْدَ النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: الدُّنْيَا فقَالَ: "أَلاَ تَسْمَعُونَ، أَلاَ تَسْمَعُونَ إِنَّ البَذَاذَةَ مِنَ الإِيمَانِ، إِنَّ البَذَاذَةَ مِنَ الإِيَمانِ". أخرجه أبو داود (٤) [حسن]


(١) انظر: "دلائل النبوة" (٣/ ٢٩٩ - ٣٠٠).
(٢) زيادة من (أ).
(٣) في "السنن" (٤/ ٦٤٧).
(٤) في "السنن" رقم (٤١٦١)، وهو حديث حسن.
وأخرجه ابن ماجه رقم (٤١١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>