للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل (١): الورع في المنطق أشد منه في الذهب والفضة، والزهد في الرياسة، أشد منه في الذهب والفضة؛ لأنهما يبذلان في طلب الرياسة.

وقال سفيان الثوري (٢): ما رأيت أسهل من الورع، ما حاك في نفسك تركته.

وسأل الحسن (٣) غلاماً فقال: ما ملاك الدين؟ قال: الورع. قال: فما آفته؟ قال: الطمع. فعجب الحسن.

وقال الحسن: مثقال ذرة من ورع خير من ألف مثقال من صوم وصلاة.

وقال ابن القيم (٤): والخوف يثمر الورع والاستقامة وقصر الأمل، وقوة الإيمان باللقاء تثمر الزهد، ثمَّ قال (٥): وملاك ذلك كله أمر أن أحدهما: أنْ تنقل قلبك من وطن الدنيا فتسكنه في وطن الآخرة، ثم تقبل به كله على معاني القرآن واستجلائها وتدبرها، وفهم ما يراد منه، وما نزل لأجله، وأخذ نصيبك وحظك من كل آية من آياته، وتنزيلها على داء قلبك، فهذه [٢٠٢ ب] طريقة مختصرة سهلة قريبة، موصلة إلى الرفيق الأعلى. انتهى.

وقال ابن تيمية (٦): الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما يخاف ضره في الآخرة.

قال ابن القيم (٧): وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع وأجمعها.


(١) أخرجه البيهقي في "الزهد" رقم (٨٥١) عن إسحاق بن خلف، وذكره القشيري في رسالته (ص ١١٠).
(٢) ذكره القشيري في رسالته (ص ١١١).
(٣) ذكره القشيري في رسالته (ص ١١٢).
(٤) في "مدارج السالكين" (٢/ ٣٥).
(٥) أي: ابن القيم في "مدارج السالكين" (٢/ ٣٥).
(٦) ذكره ابن القيم في "مدارج السالكين" (٢/ ١٤).
(٧) ذكره ابن القيم في "مدارج السالكين" (٢/ ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>