للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): والظاهر أنه سقط من المتن شيء، فإن هذا مقدار عمره، ووقع في آخر كتاب العقيقة لأبي الشيخ من طريق الأوزاعي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب موصولاً مرفوعاً مثله، وزاد: "وعاش بعد ذلك ثمانين سنة"، فعلى هذا يكون عمره مائتي سنة.

قلت: ورواية رزين الآتية دالة عليه، وإن لم يخرجها أحد.

٥ - وعن يحيى بن سعيد: أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ يَقُولُ: كَانَ إِبْرَاهِيم - عليه السلام - أَوَّلَ النَّاسِ ضَيَّفَ الضَّيْفَ، وَأَوَّلَ النَّاسِ اخْتَتَنَ، وَأَوَّلَ النَّاسِ قَصَّ شَارِبَهُ، وَأَوَّلَ النَّاسِ رَأَى الشَّيْبَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! مَا هَذَا؟ قَالَ: وَقَارٌ. قَالَ: رَبِّ زِدْنِي وَقَارًا. أخرجه مالك (٢). [مقطوع صحيح]

وزاد رزين: "وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَعَاشَ بَعْدَ ذلِكَ ثَمَانِينَ".

قوله: "أول الناس ضيَّف الضَّيف" أقول: قد حكى الله تعالى ضيافته للملائكة في القرآن في مواضع، قالوا: وكان إبراهيم لا يطعم طعاماً إلا ومعه ضيف، وقد يخرج نحو ميل يلتمس ضيفاً.

قوله: "اختتن وقص شاربه" أقول [٢٦٢ ب]: وذلك من الكلمات التي ابتلاه الله بها.

فإنه أخرجه عبد الرزاق (٣) وعبد بن حميد (٤) وابن جرير (٥) وابن المنذر (٦) وابن أبي


(١) قاله الحافظ في "الفتح" (٦/ ٣٩١).
(٢) في "الموطأ" (٢/ ٩٢٢ رقم ٤)، وهو أثر مقطوع صحيح.
(٣) في تفسيره (١/ ٥٧).
(٤) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٢٧٣).
(٥) في "جامع البيان" (٢/ ٥٠١).
(٦) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (١/ ٢٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>