للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن بطال (١): ولا يعارض متن هذا الحديث وحديث (٢): "سافروا تصحوا" فإنه [٢٤٩ ب] لا يلزم من الصحة في السفر لما فيه من الرياضة، أن لا يكون قطعة من العذاب، لما فيه من المشقة، فصار كالدواء المر الذي تعقبه الصحة، وإن كان في تناوله الكراهة.

لطيفة:

سئل إمام الحرمين حين جلس موضع أبيه: لم كان السفر قطعة من العذاب؟

فأجاب على الفور: لأن فيه فراق الأحباب.

قلت: ونظيره ما روي أن محمد بن داود الظاهري لما قعد أول مجلس للتدريس، سئل: ما علامة السكران؟ فأجاب فوراً: إذا غربت عنه الفهوم، وباح بسره المكتوم.

٢ - وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا جِئْتَ مِنْ سَفَرٍ فَلاَ تَأْتِ أَهْلِكَ طُرُقاً حَتَّى تَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ, وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ, وَعَلَيْكَ بِالكَيْسِ". أخرجه الخمسة (٣) إلا النسائي. [صحيح]

٣ - وفي رواية (٤): "كانَ يَنْهَاهُمْ أَنْ يَطْرُقُوا النِّسَاءَ لَيْلاً لِئَلاَّ يَتَخَوَّنُوهُنَّ وَيَطْلُبُوا عَثَرَاتِهنُّ". [صحيح]

٤ - وفي أخري (٥): "لاَ تَلِجُوا عَلَى المُغِيبَاتِ, فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ أَحَدِكُمْ مَجْرَى الدَّمِ". فَقُلْنَا: وَمِنْكَ؟ قَالَ: "وَمِنِّي، إلاَّ أَنَّ الله أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمُ". [صحيح]


(١) في شرحه لصحيح البخاري (٤/ ٤٥٥).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (٢/ ٣٨٠)، والطبراني في"الأوسط" رقم (٨٣٠٨) بإسناد ضعيف.
(٣) أخرجه البخاري رقم (٥٢٤٥)، ومسلم رقم (١٨٣/ ٧١٥) , وأبو داود رقم (٢٧٧٦، ٢٧٧٧، ٢٧٧٨)، والترمذي رقم (١١٧٢).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (١٨٤/ ٧١٥).
(٥) أخرجه أحمد (٣/ ٣٠٩)، والترمذي رقم (١١٧٢) وقال: غريب من هذا الوجه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>