وقال الحازمي في "الاعتبار" (ص ٥٢١): لمن نصر قول مالك أن يقول: ورد النهي عن الظروف كلِّها ثم نسخ منها ظروف الأدم، والجرار غير المزفتة، واستمرّ ما عداها على المنع. ثم تعقب ذلك بما ورد من التصريح في حديث بريدة - تقدم تخريجه -. قال الحازمي: وطريق الجمع أن يقال: لمَّا وقع النهي عامًّا شكوا إليه الحاجة، ترخص لهم في ظروف الأدم، ثم شكوا إليه أنَّ كلهم لا يجد ذلك، ترخص لهم في الظروف كلِّها. وقال ابن بطال في شرحه لـ "صحيح البخاري" (٦/ ٥٦): النهي عن الأوعية إنّما كان قطعاً للذريعة، فلما قالوا: لا نجد بداً من الانتباذ في الأوعية قال: "انتبذوا وكلَّ مسكر حرام" وهكذا الحكم في كل شيء نهي عنه بمعنى النظر إلى غيره فإنّه يسقط للضرورة كالنهي عن الجلوس في الطرقات، فلما قالوا: لا بد لنا منها قال: "أعطوا الطريق حقها" -[البخاري رقم (٢٤٦٥) ومسلم رقم (١٤٤/ ٢١٢١)، وأحمد (٣/ ٣٦)]-. انظر: المغني (١٢/ ٥١٤ - ٥١٥)، "مدونة الفقه المالكي وأدلته" (٢/ ٢٥٦)، "التمهيد" (١٤/ ١٣١). (٢) سيأتي تخريجه، وهو حديث صحيح.