للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ - وفي رواية (١) له عن ابن عباس: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يَتَكَلَّمَّ بِكَلاَمٍ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْراً، وَإنَّ مِنَ الشّعْرِ حِكَمًا". [صحيح]

كتاب الشعر

أقول: في "التوشيح": الشعر (٢) في الأصل اسم لما دق ثم استعمل في الكلام المقفى الموزون قصداً وهذا القيد يخرج ما وقع في القرآن، وكلام النبوة موزوناً. انتهى.

قوله في حديث أبي بن كعب: "إن من الشعر حكمة" أقول: اختلف فيه هل هو وارد مورد المدح أو الذم؟

قال النووي (٣): هو مدح [٣٨٦/ أ] على الصحيح؛ لأن الله امتن على عباده [٣٠٣ ب] بتعليمهم البيان وهو من الفهم وذكاء القلب وشبه بالسحر لميل القلب إليه. وأصل السحر الصرف والبيان يصرف القلوب يميلها إلى ما يدعو إليه.

وقيل: هو ذمٌ؛ لأنه إمالة القلوب وصرفها بمقاطع الكلام إليه حتى تكتسب من الإثم به كما تكتسب بالسحر. وأدخله مالك في "الموطأ" في باب ما يكره من الكلام وهو مذهبه في تأويل الحديث والتأويل الأول هو المختار.

وقال ابن التين (٤): البيان نوعان: الأول: ما يبين به المراد.

والثاني: تحسين اللفظ حتى يستميل قلوب السامعين وهذا الذي يشبه بالسحر؛ لأن السحر صرف الشيء عن حقيقته.


(١) أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (٥٠١١)، وهو حديث صحيح.
(٢) انظر: الكليات (ص ٥٣٧ - ٥٣٨).
التوقيف على مهمات التعاريف (ص ٤٣٠ - ٤٣١).
(٣) ذكره الحافظ فى "الفتح" (١٠/ ٥٤٠).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٥٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>