للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحسان (١) هو ابن ثابت بن حرام بن عمرو الأنصاري الخزرجي، يكنى أبا الوليد. قال ابن سعد: عاش مائة وعشرين سنة، ستين في الجاهلية وستين في الإسلام. وكذلك أبوه وجده وجد أبيه، ولا يعرف في العرب أربعة تناسلوا اتفقت مدة أعمارهم. ومات حسان في أيام معاوية، وكان قديم الإسلام، ولم يشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشهداً؛ لأنه كان يجبن.

أخرج ابن عساكر (٢) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة [٣٠٥ ب] فهجته قريش وهجوا الأنصار معه، وأتى المسلمون كعب بن مالك فقالوا: أجب عنا، قال: استأذنوا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذن له، فقال فأحسن وأجمل ولم يبلغ حاجتنا. فجاءوا إلى حسان فقالوا: أجب عنا، فقال: استأذنوا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ادعوه" فجاء حسان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أخاف أن تصيبني معهم بهجو بني عمي" قال حسان: لأنسلنك عنهم نسل الشعرة من العجين، ولي مِقْول ما أحب أن لي به مقول أحد من العرب، وإنه ليفري ما لا تفريه الحربة. ثم أخرج لسانه، فضرب بها أنفه، كأنه لسان حية بطرفه شامة سوداء، ثم ضرب به ذقنه، فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وفي رواية: أخرجها الحاكم (٣) وصححها، عن البراء، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذهب إلى أبي بكر فيحدثك حديث اليوم وأيامهم، وأحسابهم، واهجهم وجبريل معك". وقد أطال السيوطي ترجمته في شواهد "مغني اللبيب" (٤).


(١) انظر: "سير أعلام النبلاء" (٢/ ٥١٢ رقم ١٠٦ - الرسالة).
"تهذيب التهذيب" (٢/ ٢٤٧ - ٢٤٨)، "أسد الغابة" (٢/ ٥)، "تاريخ الإسلام" (٢/ ٢٧٧).
(٢) في "تاريخ بغداد" (١٢/ ٣٩٢ - ٣٩٣)، وانظر: "سير أعلام النبلاء" (٢/ ٥١٤ - ٥١٥).
(٣) في "المستدرك" (٣/ ٤٨٦ - ٤٨٧).
(٤) انظر: "شرح شواهد المغني" للسيوطي (٢/ ٨٥٢ - ٨٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>