للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِهِ صَلاَتُهُ بَعْدَهُ, إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلاَةِ كَمَثَلِ نَهْرٍ عَذْبٍ غَمْرٍ بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَقْتَحِمُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَا تَرَوْنَ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟ فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ مَا بَلَغَتْ بِهِ صَلاَتُهُ". أخرجه مالك (١).

"الغَمْرُ" (٢): بفتح الغين المعجمة: الكثير.

و"يَقْتَحِمُ (٣) فِيهِ": يدخله ويلقي نفسه فيه.

قوله في حديث سعد بن أبي وقاص: "فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته" أقول: في الحديث دليل على فضيلة طول العمر في الطاعة، ويشهد له ما أخرجه الترمذي (٤) من حديث عبد الله بن بسر: أن أعرابياً قال: يا رسول الله! أي الناس خير؟ [٣١٦ ب] قال: "من طال عمره وحسن عمله"، قال (٥): وفي الباب عن أبي هريرة وجابر. وقال (٦): حسن غريب من هذا الوجه، انتهى.

قلت: وأما ما أخرجه سعيد بن منصور (٧)، وابن جرير في تفسره (٨) عن أبي الدرداء أنه قال: "ما من مؤمن إلا الموت خير له، وما من كافر إلا الموت خير له، فمن لم يصدقني فإنَّ الله


(١) في "الموطأ" (١/ ١٧٤ رقم ٩١) وهو حديث صحيح لغيره.
(٢) "النهاية" (٢/ ٣١٩)، "المجموع المغيث" (٢/ ٥٧٦).
(٣) قال ابن الأثير في "النهاية" (٢/ ٤١٩): اقتحم الأمر وغيره: إذا رمى نفسه فيه من غير رويَّة وتثبُّت.
(٤) في "السنن" رقم (٢٣٢٩) وهو حديث صحيح.
(٥) في "السنن" (٤/ ٥٦٥).
(٦) في "السنن" (٤/ ٥٦٥).
(٧) في "سننه" (٥٤٧ - تفسير).
(٨) في "جامع البيان" (٦/ ٣٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>