للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "من فارق الجماعة شبراً" في النهاية (١) مفارقة الجماعة ترك السنة واتباع البدع.

وقوله: "فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه" الربقة في الأصل: عروة تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها، فاستعارها للإسلام بمعنى: ما شد به المسلم نفسه من عرى الإسلام. أي: حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه، انتهى.

وفيه: أن مخالفة السنة توجب خروج مخالفها عن الإِسلام، ويسمي متابعها جماعة، ولو كان فرداً واحداً.

قلت: وفي سنن أبي داود (٢): وفي حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة، انتهى.

ففسر الفرقة الناجية بالجماعة، وهم أتباع الكتاب والسنة.

[الحادي عشر] (٣): حديث علي - عليه السلام -:

٦٣/ ١١ - وعَنْ عَلِي - رضي الله عنه - قَالَ: اقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضُونَ، فَإِنِّي أَكْرَه الِاخْتِلاَفَ حَتَّى يَكُونَ النَّاسِ جَمَاعَةٌ، أَوْ أَمُوتَ كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي.

وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ - رحمه الله - يَرَى أَنَّ عَامَّةَ مَا يُرْوَى عَلَى عَلِيٍّ الْكَذِبُ.

أخرجه البخاري (٤) [صحيح].

وقوله: "اقضوا كما كنتم تقضون" قاله في بيع أمهات الأولاد، فإنه كان يرى بيعهن، وكان عمر يرى في خلافته عدم بيعهن ووافقه علي، ثم رجح عنده بيعهن، ثم أمر في خلافه


(١) في "النهاية" (٣/ ٤٣٩).
(٢) في "سننه" رقم (٤٥٩٧) من حديث معاوية بن أبي سفيان, وهو حديث حسن.
(٣) في المخطوط: العاشر والصواب ما أثبتناه.
(٤) في "صحيحه" رقم (٣٧٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>