للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٤٧ ب] طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} (١) فجاءت الأحاديث ببيان هذا الإجمال بياناً شافياً ليس وراءه بيان؛ لأنه جمع فيه البيان بالقول والفعل كما ستراه.

قوله: "عن أبي موسى" حديث أبي موسى هذا قدمه ابن الأثير (٢) في الباب كما صنع المصنف؛ لأنه أبلغ حديث في باب المواقيت.

قوله: "فلم يرد عليه شيئاً" [٤٠٣/ أ] قال النووي: في "شرح مسلم" (٣) أي: لم يرد عليه جواباً ببيان الأوقات باللفظ بل قال له: "صل معنا" لتعرف ذلك ويحصل لك البيان بالفعل، وإنما [تأولناه لنجمع] (٤) بينه وبين حديث بريدة (٥)؛ ولأن المعلوم من أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يجيب إذا سئل مما يحتاج إليه السائل.

قلت: ويريد بحديث بريدة هو ما رواه مسلم (٦): أن رجلاً سألة - صلى الله عليه وسلم - عن وقت الصلاة فقال: "صل معنا هذين اليومين"، وذكر الصلاة في اليومين في وقتين وهو الحديث الآتي قريباً، والأحاديث فيها دلالة على اتساع أوقات الصلاة، وأن كل صلاة يمتد وقتها من أوله إلى عند آخره، وأن أول الفجر انشقاق طلوع الفجر المنتشر، كما قيد به في غيره، ويستمر إلى قبيل طلوع الشمس.

وأول الظهر زوال الشمس عن كبد السماء، وآخره عند مصير ظل الشيء مثليه. وهو أول العصر كما في حديث جبريل.


(١) سورة هود الآية (١١٤).
(٢) في "الجامع" (٥/ ٢٠٦ رقم ٣٢٧٠).
(٣) (٥/ ١١٥ - ١١٦).
(٤) في (ب): تأولنا للجمع.
(٥) أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (١٧٧/ ٦١٣).
(٦) أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (١٧٧/ ٦١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>