للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): وقوله: "وقت صلاتكم ما بين ما رأيتم"، هو خطاب للسائل وغيره وتقديره: وقت صلاتكم في الطرفين اللذين صليت فيهما، وفيما بينهما، وترك ذكر الطرفين لحصول علمهما بالفعل. أو يكون المراد ما بين الإحرام بالأولى والسلام من الثانية.

٤ - وعن بريدة - رضي الله عنه -: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَقْتِ الصَّلاَةِ؟ فَقَالَ لَهُ: "صَلِّ مَعَنَا هَذَيْنِ اليَوْمَيْنِ". فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِلاَلاً فَأَذَّنَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الظُّهْرَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ العَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بَيْضَاءُ نَقِيةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ المَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ العِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الفَجْرُ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ اليَوْمِ الثَّانِي أَمَرَهُ فَأَبْرَدَ بِالظُّهْرِ فَأَبْرَدَ بِهَا، فَأَنْعَمَ أَنْ يُبْرِدَ بِهَا، وَصَلَّى العَصْرَ وَالشَمْسُ مُرْتَفِعَةٌ أَخَّرَهَا فَوْقَ الَّذِي كَانَ، وَصَلَّى المَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى العِشَاءَ بَعْدَمَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَصَلَّى الفَجْرَ فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلاَةِ؟ ". فَقَالَ الرَّجُلُ: أنَّا يَا رَسُولَ الله. فَقَالَ: "وَقْتُ صَلاَتِكُمْ بَيْنَ مَا رَأَيْتُمْ". أخرجه مسلم (٢) والترمذي (٣) والنسائي (٤). [صحيح]

"الإبْرَادُ" (٥): انكسار الوهج والحرِّ.

ومعنى "أنْعَمَ" (٦): أطال الإبراد.


(١) أي: النووي في شرحه لـ "صحيح مسلم" (٥/ ١١٤).
(٢) في "صحيحه" رقم (١٧٧/ ٦١٣).
(٣) في "السنن" رقم (١٥٢)، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.
(٤) في "السنن" (١/ ٢٥٨).
(٥) قاله ابن الأثير في "غريب الجامع" (٥/ ٢٠٩).
(٦) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٧٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>