للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "وعن خباب" (١) أقول: بفتح الخاء المعجمة فموحدة مشددة [٤٠٨/ أ] فألف فموحدة هو ابن الأرت فتح الهمزة فراء مفتوحة فمثناة فوقية، وخباب هو أبو عبد الله، وقيل: أبو يحيى، وقيل أبو محمد أسلم قديماً وعذب في الله على إسلامه، وهو مهاجري شهد بدراً وما بعدها، نزل الكوفة ومات بها سنة سبع وثلاثين، وله ثلاث وسبعون سنة, ويقال: إنه أول من مات بالكوفة من الصحابة, وصلى عليه أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه.

قوله: "قال شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حر الرمضاء" زاد الحاكم (٢) والبيهقي (٣): "في جباهنا وأكفنا"، وأعلت هذه الزيادة.

قوله: "فلم يشكنا" أقول: بضم حرف المضارعة أي: لم يزل شكوانا، واستدل به من ذهب إلى أن تعجل الظهر أفضل مطلقاً، وتمسكوا بالأدلة الدالة على أفضلية أول الوقت، وبأن الصلاة حينئذٍ تكون أكثر مشقة فتكون أفضل.

وذهب الجمهور (٤) إلى أنه يستحب تأخير الظهر في شدة الحر إلى أن يبرد الوقت وينكسر الوهج، وخصه بعضهم بالجماعة، فأما المنفرد فالتعجيل في حقه أفضل، وهذا قول أكثر المالكية (٥) والشافعي (٦)، ولكنه خصه بالبلد الحارة، وفيه الجماعة بما إذا كانوا ينتابون مسجداً من بعد فلو كانوا مجتمعين أو كانوا يمشون في كن، فالأفضل في حقهم التعجيل.


(١) قال ابن الأثير في "تتمة جامع الأصول" (١/ ٣٤٤ - قسم التراجم).
(٢) في "المستدرك" (١/ ١٩٠).
(٣) في "السنن الكبرى" (١/ ٤٣٩).
(٤) انظر: "شرح صحيح مسلم" (٥/ ١٢٠)، "الأوسط" (٢/ ٣٦٠ - ٣٦١).
(٥) "بداية المجتهد" (١/ ٢٣٣ - بتحقيقي).
(٦) انظر: "شرح صحيح مسلم" (٥/ ١٢٠ - ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>