للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، فَوَجَدْنَا الجَزُورَ لَمْ تُنْحَرْ، فَنُحِرَتْ، ثُمَّ قُطِّعَتْ، ثُمَّ طُبِخَ مِنْهَا، ثُمَّ أَكَلْنَا قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ. [صحيح]

قوله في حديث أنس: "وبعض العوالي إلى آخره" أقول: هو مدرج من كلام الزهري [٣٦٥ ب] بينه عبد الرزاق (١) والبيهقي (٢). ووقع في رواية (٣): "وبعد العوالي" بضم الباء والدال المهملة، والعوالي القرى المجتمعة حول المدينة من جهة نجد وقباء من العوالي تصرف ولا تصرف، وتذكر وتؤنث، والأفصح مده وتذكيره وصرفه وهو على نحو ثلاثة أميال من المدينة. وأبعد العوالي (٤) على ثمانية أميال (٥) من المدينة، وأقربها ميلان.

قوله: "ويذهب المذاهب إلى قباء" أقول: قال ابن عبد البر (٦): لم يختلف على مالك أنه قال في هذا الحديث إلى قباء، ولم يتابعه أحد من أصحاب الزهري، بل كلهم يقولون: إلى العوالي. وهو الصواب عند أهل الحديث. قال: وقول مالك: إلى قباء وهم بلا شك، انتهى كلامه ..


(١) في "مصنفه" (١/ ٣٢٧).
(٢) في "السنن الكبرى" (١/ ٤٤٠).
(٣) قال الحافظ في "الفتح" (٢/ ٢٨)، وروى البيهقي حديث الباب من طريق أبي بكر الصغاني عن أبي اليماني شيخ البخاري فيه, وقال في آخره: "وبعد العوالي. بضم الموحدة وبالدال المهملة، وكذلك أخرجه المصنف في "الاعتصام" تعليقاً، ووصله البيهقي من طريق الليث عن يونس عن الزهري، لكن قال: "أربعة أميال أو ثلاثة".
(٤) قاله النووي في "شرح صحيح مسلم" (٥/ ١٢٢).
(٥) الميل = ١٨٤٨ متراً.
انظر: "الإيضاحات العصرية في المقاييس والمكاييل والأوزان الشرعية".
(٦) في "التمهيد" (٦/ ١٧٧)، و"الاستذكار" (١/ ٢٤٤ - ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>