للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "عن الصلاة" قالوا: يحتمل [بأن] (١) "عن" هنا أوجهاً أحدها أن تكون بمعنى الباء [كما تكون الباء] (٢) بمعنى عن، فمن الأول على [٤١١/ أ] ما قيل: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣)} (٣)، ومن الثاني: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (٥٩)} (٤).

ثانياً: أنها زائدة أي: الصلاة. ثالثها: بضمير أبردوا معنى أخروا، وحذف مفعوله تقديره أخروا أنفسكم عن الصلاة، والمراد بالصلاة صلاة الظهر؛ لأنها التي يشتد الحر في وقتها غالباً، وقد حمل بعضهم ذلك على عمومه بناءً على أن المفرد المعرف يعم. قيل به في العصر، وعن أحمد (٥) في العشاء يؤخر في الصيف دون الشتاء.

وقال: من خصه بالظهر إنه قد ورد كذلك: "فأبردوا بالظهر" رواه البخاري (٦) من حديث أبي سعيد، واختلف في الإبراد بالجمعة. فقيل: يبرد بها؛ لأنها عوض عن الظهر، ولحديث أنس (٧): كان النبي - صلى الله عليه وسلم - "إذا اشتد الحر أبرد بالصلاة" يعني به: الجمعة.

قوله: "فإن شدة الحر" تعليل للأمر بالتأخير، واختلف في وجهه فقيل: إنه لرفع المشقة لكونها قد تسلب الخشوع. وقيل: لكونها التي ينتشر فيها العذاب كما ورد "أن عند استواء الشمس [٣٧٠ ب] تسجر جهم".


(١) سقطت من (ب).
(٢) سقطت من (أ).
(٣) سورة النجم الآية (٣).
(٤) سورة الفرقان الآية (٥٩).
(٥) انظر: "مسائل أحمد وإسحاق" (١/ ٣٢).
(٦) في "صحيحه" رقم (٥٣٨) وطرفه رقم (٣٢٥٩).
(٧) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>