للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَكُنْ، فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَهِيَ سَاعَةُ صَلاَةِ الكُفَّارِ، فَدَعِ الصَّلاَةَ تَرْتَفِعَ قِيدَ رُمْحٍ، وَيَذْهَبَ شُعَاعُهَا، ثُمَّ الصَّلاَةُ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَعْتَدِلَ الشَّمْسُ اعْتِدَالَ الرُّمْحِ بِنِصْفِ النَّهَارِ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَتُسْجَرُ، فَدَعِ الصَّلاَةَ حَتَّى يَفِيءَ الفَيْءُ، ثُمَّ الصَّلاَةُ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغِيبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَهِيَ صَلاَةُ الكُفَّارِ". أخرجه أبو داود (١) والنسائي (٢)، وهذا لفظه. [صحيح]

"جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرُ" هو ثلثه [الأخير] (٣)، والمراد السدس الخامس من أسداس الليل.

وقوله: "مَشْهُودَةٌ" أي: يشهدها الملائكة, وتكتب أجرها للمصلي.

"وَقِيدَ رُمْحٍ" بسكر القاف. أي: قدره.

"وَفاءَ الفَيْءُ" إذا رجع من جانب الغرب إلى جانب الشرق (٤).

قوله: "وعن عمرو بن عبسة" أقول: بفتح المهملة فموحدة فسين مهملة. وهو أبو نجيح (٥). ويقال: أبو شعيب، أسلم قديماً، قيل: كان رابع [رابعة] (٦) في الإسلام ثم رجع إلى قومه بني سليم. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سمعت أني خرجت فاتبعني". فلم يزل مقيماً بقومه حتى


(١) في "السنن" رقم (١٢٧٧).
(٢) في "السنن" رقم (٥٧٢).
وأخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (٨٣٢)، وابن ماجه رقم (١٢٥١)، والترمذي رقم (٣٥٧٩).
وهو حديث صحيح.
(٣) في "غريب الجامع": الآخر.
(٤) قاله ابن الأثير في "غريب الجامع" (٥/ ٢٥٩).
(٥) قاله ابن الأثير في "تتمة جامع الأصول" (٢/ ٦١٦ - قسم التراجم).
(٦) في (أ): أربعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>