للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "يخطر" أقول: قال الحافظ ابن حجر (١): بضم الطاء كذا سمعناه من أكثر الرواة, وضبطناه عن المتقنين بالكسر وهو الوجه. ومعناه: يوسوس، وأصله من خطر البعير بذنبه إذا حركه فضرب فخذه به. وأما بالضم فمن المرور، أي: يمر بين المرء وقلبه فيشغله.

[و] (٢) قوله: "ونفسه" أي: قلبه وهو بهذا اللفظ للبخاري من وجه آخر في بدأ الخلق.

قال الباجي (٣): أي: يحول بين المرء وبين ما يريده، من إقباله على صلاته وإخلاصه فيها.

قوله: "يقول: اذكر كذا، اذكر كذا" أقول: زاد في رواية في مسلم (٤): "فهناه ومناه، وذكر من حاجاته ما لم يكن يذكر"، وهو عام فيما يكون من أمور الدنيا ومن أمور الدين، وقيل: وهل يشمل ذلك التفكر في معاني الآيات التي يتلوها.

قيل: لا يبعد ذلك لأن مراده نقص خشوعه وإخلاصه بأي وجه كان.

قلت: وفيه تأمل؛ لأنه إنما صرح الحديث بأن شغله عن عدد الركعات.

قوله: "حتى يظل الرجل" للجمهور (٥) بالظاء المشالة المفتوحة, ومعنى يظل في الأصل اتصاف الخبر عنه بالخبر نهاراً، لكنها هنا بمعنى يصير كما في قوله: {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} (٦)،


(١) في "فتح الباري" (٢/ ٨٦).
(٢) سقطت من (أ).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٨٦).
(٤) في "صحيحه" رقم (١/ ٣٨٩).
(٥) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٨٦).
(٦) سورة النحل الآية (٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>