للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الرابعة: ذكر أحب الصيام وأحب القيام، وهكذا فرقهما في الجامع بزيادات وسببه أنها رويت من طرق هكذا [٥٩ ب/ ج] وقطعه البخاري فأورده مختصراً ومطولاً في بابين من كتاب الصوم، وفي كتاب الأدب وفضائل القرآن وغيره.

قال الحافظ (١): إنه رواه جماعة من الكوفيين والبصريين والشاميين عن عبد الله ابن عمرو مطولاً ومختصراً، وفيهم من اقتصر على قصة الصلاة، وفيهم من ساق القصة كلها.

وأما ألفاظه فقوله: "هجمت له العين".

قال ابن الأثير (٢): هجمت العين: إذا غارت ودخلت في نُقرتها من الضعف والمرض.

وقوله: "نَفِهَت" بالنون ففاء مكسورة فهاء، أي: أعيت وكلَّت.

قال الخطابي (٣): محصل قصة عبد الله بن عمرو أن الله لم يتعبد عبده بالصوم خاصة، بل تعبده بأنواع من العبادة، فلو استفرغ جهده بالصوم لفتر في غيره، فالأولى الاقتصاد فيه ليستبقي وبعض القوة لغيره، وقد أشير إلى ذلك بقوله - صلى الله عليه وسلم - في داود - عليه السلام -: "كان لا يفر إذا لاقى, لأنه كان يتقوى بالفطر للجهاد" انتهى.

والحديث واضح فيما ترجم به المصنف غاية الوضوح، ولو قال في فصل الاقتصاد في الأعمال له لأئمة الحديث على ذلك لحديث عائشة.

"يحتجز" بالمهملة فمثناه فوقية فزاي. قال ابن الأثير (٤): يتخذه حُجْرة وناحية يتفرد عليه فيها، ويأتي للمصنف تفسيره.

"ويثوبون" بالمثلثة، أي: يرجعون إليه ويجتمعون عنده.


(١) في "الفتح" (٤/ ٢١٧).
(٢) في "جامع الأصول" (١/ ٣٠٢).
(٣) ذكرها الحافظ في "الفتح" (٤/ ٢٢١).
(٤) في "جامع الأصول" (١/ ٣٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>