للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عروة: أن عائشة أخبرته إلى أن قال: وفي أخرى يريد لعروة عن عائشة: "كان يصلي جالساً (١)، فإذا بقي" الحديث. وقد يقال: أراد المصنف، وفي أخرى، أي: عن عائشة وإن اختلفت طريق الروايتين، لكن هذا ليس عرف المحدثين ولا اصطلاحهم، والأحاديث كلها دالة على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي النافلة في الليل بعضها قاعداً وبعضها قائماً. وفي بعض ألفاظ عبد الله بن شقيق عنها: "أنه كان يقرأ، فإذا أراد أن يركع قام فركع" فدل وقد سألها كيف يصنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس على [٤٤٢ ب] أنه يقوم تارة فيقرأ تارة يقوم لمجرد الركوع، إلا أنه أخرج الترمذي (٢) وأبو داود (٣) والنسائي (٤) عن عروة عنها، قال: سألتها عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تطوعه؟ قالت: كان يصلي ليلاً طويلاً قائماً وليلاً طويلاً قاعداً، فإذا قرأ وهو قائم سجد وركع وهو قائم، وإذا قرأ وهو جالس ركع وسجد وهو جالس. وقال الترمذي (٥): حسن صحيح.

والأحاديث دالة على جواز الأمرين في الحالين، وأنه من العمل المخير فيه.

قوله: "يصلي متربعاً" أقول: قد نقل المصنف كابن الأثير عن النسائي إنه خطأ، إلا أنه أخرج الدارقطني (٦) عن عائشة قالت: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي متربعاً.


(١) ونصه: "كان يصلي جالساً فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي".
(٢) في "السنن" رقم (٣٧٥).
(٣) في "السنن" رقم (٩٥٥).
(٤) في "السنن" رقم (١٦٤٧، ١٦٤٨).
وأخرجه مسلم في صحيحه رقم (٧٣٠)، وهو حديث صحيح.
(٥) في "السنن" (٢/ ٢١٣).
(٦) في "السنن" (١/ ٣٩٧ رقم ٣)، وهو حديث صحيح، وقد تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>