للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءة]

أي: في الصلاة، وترجمه ابن الأثير (١) الفرع الثالث في القراءة، ثم جعلها خمسة أنواع.

الأول: في البسملة.

قوله في حديث ابن عباس: "يفتتح صلاته" أي: قراءته فيها ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أي: في فاتحة الكتاب سيأتي ما يعارضه.

قوله: "أخرجه الترمذي" قلت: وقال (٢): ليس إسناده بذاك، وقد قال: بهذا عدة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، ومن بعدهم من التابعين، رأوا الجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وبه يقول الشافعي (٣). انتهى.

وجاء ذكره البيهقي في "السنن الكبرى" (٤) من طريقين، وقال: له شواهد عن ابن عباس ذكرناها في الخلافيات (٥)، وأخرج (٦) عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهر في الصلاة ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فترك الناس ذلك. انتهى.

وكأنه يشير أبو هريرة إلى ما أخرجه البيهقي (٧)، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه أن معاوية قدم المدينة فصلى بهم، ولم يقرأ ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولم يكبر إذا خفض، وإذا رفع، فناداه المهاجرون حين سلم والأنصار. أي: معاوية سرقت صلاتك، أين بسم الله


(١) في "الجامع" (٥/ ٣٢٤).
(٢) أي: الترمذي في "السنن" (٢/ ١٤ - ١٥).
(٣) انظر: "المجموع شرح المهذب" (٣/ ٢٩٨).
(٤) (٢/ ٥٨ - ٥٩).
(٥) انظر "مختصر الخلافيات" (٢/ ٥٤).
(٦) البيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٥٩).
(٧) في "السنن الكبرى" (٢/ ٥٨ - ٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>