كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

الباب الخامس: في كيفية الصلاة وأركانها - الاعتدال - ج: 5 - ص: 328

قال ابن عبد البر (١): لم يختلف الرواة عن مالك في إرساله. قال: وهو حديث صحيح، شبيه من حديث أبي هريرة (٢) وأبي سعيد (٣) هذا.

٣ - وعن سالم البرَّاد قال: أَتَيْنَا أَبَا مَسْعُودٍ فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ بَيْنَ أَيْدِينَا فكَبَّرَ، فَلَمَّا رَكَعَ وَضَعَ رَاحَتَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَجَعَلَ أَصَابِعَهُ أَسْفَلَ مِنْ ذلِكَ وَجَافَى بِمِرْفَقَيْهِ حَتَّى اسْتَوَى كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ, ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ الله لمِنْ حَمِدَهُ، فَقَامَ حَتَّى اسْتَوَى كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ. أخرجه أبو داود (٤) والنسائي (٥). [حسن]

"المُجَافَاةُ" أن يرفع يديه عن جنبيه ولا يُلْصقها (٦).

وفي الحديث الثاني بيان كيفية الأركان. أعني قوله: وعن سالم البراد. [١٥ ب].

قوله: "وعن سالم البرَّاد" (٧) بفتح الموحدة وتشديد الراء وبالدال المهملة: هو أبو عبد الله سالم البرَّاد، كان من خيار التابعين وثقاتهم.

---

(١) انظر: "الاستذكار" (٦/ ٢٨١ - ٢٨٢).
(٢) تقدم، وهو حديث صحيح.
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ٥٦) بسند ضعيف؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١/ ٢٨٨)، وأبو يعلى رقم (١٣١١)، وعبد الحميد في "المنتخب" رقم (٩٩٠)، والبزار في مسنده رقم (٥٣٦ - كشف)، وابن عدي في "الكامل" (٥/ ١٨٤٣)، وأبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٣٠٢) من طرق.
وأورده الهيثمي في "المجمع" (٢/ ١٢٠) وقال: رواه أحمد والبزار وأبو يعلى، وفيه علي بن زيد، وهو مختلف في الاحتجاج به، وبقية رجاله رجال الصحيح. وهو حديث حسن، والله أعلم.
(٤) في "السنن" رقم (٨٦٣).
(٥) في "السنن" رقم (١٠٣٦، ١٠٣٧). وهو حديث حسن.
(٦) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٢٧٤)، "المجموع المغيث" (١/ ٣٣٧).
(٧) انظر: "التقريب" (١/ ٢٨١ رقم ٢٣).