ولا يصير مرتداً، ويرشد إليه حديث:"المؤمن من أمنه الناس"(١) أي: الكامل الإيمان, وهو المشار إليه بقوله: إنه يقال: إنَّ في بني فلان رجلاً أميناً، وإلى هنا اللفظ النبوي، وهذا الذي اشتهر بالأمانة في بني فلان لعله الذي يقال له: ما أجلده .. إلخ.
هو الذي اشتهر شهرةً باطلة؛ لأنَّه ليس في قلبه مثقال حبة خردلة من إيمان، فشهرته إمَّا لأنَّه كان يتكلف الأمانة ليجعلها مكسباً ليأمنه الناس، ولا بد أن ينال شيئاً من دنياهم بإظهاره الأمانة, فلم يكن إظهارها عن ديانة أو لأنه كان لا يخلو عن خيانة لكنه بالنسبة إلى أهل عصره خير موجود فيهم، فكان سبب شهرته.
وقوله:"ولقد أتى علي زمان".
هذا مدرج من كلام حذيفة.
وقوله:"بايعت".
في بيع السلع ونحوها لا بيعة الخلافة, كما قيل: فإنه وهمٌ يذكرهُ اليهود والنصارى، وفيه أنه حمل حذيفة الأمانة على الأموال والمعاملات، لا على الإيمان, إلا أنه قد يقال: أراد المثال، أي: مثلاً، أو لأن عدم الأمانة في المعاملات من فروع ضعف الإيمان, وذكر أهل الملتين إعلامٌ منه بأنه قد عمَّ رفع الأمانة في المعاملات كلّ فرقة.
وقوله:"ساعيه".
أي: واليه.
قوله: وأمَّا اليوم: أي: حين تكلّمه هذا، فقد قسم الناس فريقين: فريق يرده إسلامه، وفريق يرده ساعيه إن كان ملياً.
(١) وهو جزء من حديث أنس أخرجه أحمد (٣/ ١٥٤) والحاكم في "المستدرك" (١/ ١١) والبزار رقم (٢١ - كشف) وأبو يعلى رقم (٤١٨٧) وابن حبان رقم (٥١٠) وابن أبي الدنيا في "الصمت" رقم (٢٨) والقضاعي في مسند الشهاب رقم (٨٧٤) بسند صحيح، وهو حديث صحيح.