للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحمله المهلب (١) على ظاهره وقال (٢): إنما أمره بقطع الصلاة لغلبة النوم عليه, فدل على أنه إذا كان النعاس أقل من ذلك عفي عنه.

قال (٣): وقد أجمعوا (٤) على أن النوم القليل لا ينقض الوضوء. انتهى.

والنعاس مقدمة النوم، وهو ريح لطيفة من قبل الدماغ تغطي على العين ولا تصل القلب، فإذا وصلت القلب كان نوماً ولا ينتقض الوضوء بالنعاس من المضطجع وينتقض بنومه.

قوله: "فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر، فيسب نفسه" أي: فيضحك الشيطان منه أو يوافق ساعة إجابة، ولأنها صلاة لا يحضر فيها قلبه، ولا ينطق بالذكر لسانه, ولأنه قد يضره مدافعة النعاس، فأرشده الشارع إلى دفع هذه المفاسد بالنوم.

وظاهره سواء كان في فريضة أو غيرها، وسواء كان الوقت متسعاً أو لا، وظاهر الأمر الإيجاب، ولا صارف [١٢٢ ب] له هنا، وقد تكلمنا على ما يعارضه من [] (٥) الله بعبده الساجد وهو نائم (٦)،


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (١/ ٣١٤).
(٢) أي: المهلب، كما في "فتح الباري" (١/ ٣١٤).
(٣) أي: المهلب، كما في "فتح الباري" (١/ ٣١٤).
(٤) انظر: "المغني" (١/ ٢٣٤)، "الاستذكار" (٢/ ٧٤ - ٧٦)، "الأوسط" لابن المنذر (١/ ١٥٥).
(٥) في (أ. ب) كلمة غير مقروءة.
(٦) يشير إلى حديث أنس مرفوعاً بلفظ: "إذا نام العبد في سجوده باهى الله تعالى به ملائكته يقول: انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي".
أخرجه تمام في "الفوئد" (٢/ ٢٥٥ رقم ١٦٧٠)، والبيهقي في "الخلافيات" (٢/ ١٤٣ رقم ٤١٢) وفيه داود ابن الزبرقان, قال عنه ابن حجر في "التقريب" رقم (١٧٨٥): متروك، وكذَّبه الأزدي، فسنده ضعيف جداً. =

<<  <  ج: ص:  >  >>