للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الثامن:

٩٦/ ٨ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الجهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ". أخرجه أبو داود (١) والترمذي (٢). [١١١/ ب]، [حسن].

قوله: "كلمة عدل عند سلطان جائر - أو أمير جائر":

هو شك من الراوي، وإنما كانت أعظم الجهاد، أو فضله على لفظ أبي داود، والنسائي (٣)، فإنه عندهما لفظ: "أفضل"؛ لأنه تكلم بحق في موقف لا يؤمن، وورد الحديث بلفظ: "كان أحب وأفضل" لما فيه من الإعلان بالحق والصدوع به، وإيثار مرضاة الله على مرضاة عباده، والمخاطرة بالنفس لإعلاء كلمة الحق، وإنما كان أفضل من الجهاد بملاقاة الأقران؛ لأنَّ ذلك فيه مظنة الظفر، والغلبة، والسلب، والنفس قوية في الدفع عن دمها بخلاف المتكلم عند السلطان الجائر، فإنَّ بنفسه وماله مخاطرة، وليس فيه شيء مما ذكرناه في ملاقاة الأقران.

وفيه دليل أنَّ أحب الأعمال وأفضلها أشقها على النفس، وأنَّ التعرض للشهادة مع القطع بعدم الغلبة جائز.


(١) في "سننه" رقم (٤٣٤٤).
(٢) في "سننه" رقم (٢١٧٤) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وأخرجه ابن ماجه رقم (٤٠١١) وهو حديث حسن.
(٣) في "سننه" رقم (٤٢٠٩) من حديث طارق بن شهاب بلفظ: "أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر" بسند صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>