للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: "غَسَّلَ" أسْبغ الوضوء وأكمله ثوم اغتسل بعده للجمعة.

"وَبَكَّرَ" أي: إلى الصلاة في أول وقتها.

"وابتكرَ": أدرك أولَ الخطبة.

٤ - وعن ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَحْضُرُ الجُمُعَةَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ: فَرَجُلٌ حَضَرَهَا يَلْغُو وَهُوَ حَظُّهُ مِنْهَا، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا يَدْعُو، فَهُوَ رَجُلٌ دَعَا الله إِنْ شَاءَ أَعْطَاهُ, وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُ, وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِإِنْصَاتٍ وَسُكُوتٍ, وَلَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا، فَهِيَ كَفَّارَةٌ لَهُ إِلَى الجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَذَلِكَ أَنَّ الله تَعَالَى يَقُولُ: "مَنْ جَاءَ بِالحَسَنةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا (١) " (٢). [حسن]


= قال: ومن هذا قول العرب: فحلُ غسَلَة إذا كان كثير الضراب.
وقوله: "بكر وابتكر" زعم بعضهم أن معنى بكّر أدرك باكورة الجمعة, وهي أولها، ومعنى ابتكر قدم في الوقت ..
انظر: "عارضة الأحوذي" (٢/ ٢٧٩).
- والحديث يدل على مشروعية الغسل يوم الجمعة, وعلى مشروعية التبكير، والمشي والدنو من الإمام، والاستماع وترك اللغو، وأنّ الجمع بين هذه الأمور سبب لاستحقاق ذلك الثواب الجزيل.
(١) سورة الأنعام الآية (١٦٠).
(٢) أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (١١١٣)، وهو حديث حسن.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٢١٩)، وابن خزيمة رقم (١٨١٣).
قوله: "يلغو" اللغو. قال في "القاموس المحيط" (ص ١٧١٦): اللغو السقط وما لا يعتد به من كلام أو غيره.
وقال الأخفش: اللغو الكلام الذي لا أصل له من الباطل وشبهه.
وقيل: اللغو: الإثم لقوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (٧٢)} [الفرقان: ٧٢].
انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (٨/ ١٩٧). "لسان العرب" (١٥/ ٢٥١). =

<<  <  ج: ص:  >  >>