للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الفرسخ ففي "القاموس" (١) أنه ثلاثة أميال هاشمية أو اثنى عشر ألف ذراع أو عشرة آلاف. انتهى وقد تقدم.

والحاصل أنه مختلف في تحديد الميل والفرسخ اختلاف كثير ولا تسكن النفس إلى شيء مما ذكر وأقربه كلام ابن حجر (٢) في الفائدة النفيسة، ويؤخذ من كلامه أنه يقوي أن أقل المسافة ثلاثة فراسخ، وهو أقل تقدير في مسافة القصر.

واعلم أن الحافظ قال فيما نقلناه عنه أن أهل الظاهر (٣) كأنهم يحتجون، وصرح ابن عبد البر أنهم احتجوا بحديث أنس ولفظه: إن أهل الظاهر احتجوا بحديث شعبة عن يحيى بن يزيد الهنائي قال: سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة [٢٠٨ ب] ... الحديث.

ثم قال ابن عبد البر (٤): وأبو يزيد الهنائي شيخ من أهل البصرة، وليس مثله ممن يحتمل أن يحمل هذا المعنى الذي خالف فيه هذا الجمهور، ولا هو أيضاً ممن يوثق به في ضبط هذا الأصل.

ثم ذكر للظاهرية أدلة أخرى وردها ثم قال: قال الأوزاعي (٥): وعامة الفقهاء يقولون: مسيرة يوم تام، قال: وبه نأخذ.

قال أبو عمر (٦): هو كما قال الأوزاعي وجمهور العلماء الفقهاء على التقصير في أربعة برد، وهو مسيرة يوم بالسير القوي الحسن الذي لا إسراف فيه.


(١) "القاموس المحيط" (ص ٣٢٩).
(٢) في "الفتح" (٢/ ٥٦٧).
(٣) "المحلى" (٢/ ٣ - ٧).
(٤) في "الاستذكار" (٦/ ٦٤ رقم ٨٠٨٧).
(٥) ذكره ابن عبد البر في "الاستذكار" (٦/ ٩٧ رقم ٨١٠٣).
(٦) في "الاستذكار" (٦/ ٩٧ رقم ٨١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>