وقال شيخنا (١): الصواب أنهما سواء، فالقيام أفضل بذكره وهو القرآن والسجود بهيئة، فهيئة السجود أفضل من هيئة القيام، وذكر القيام أفضل من ذكر السجود. انتهى.
إلاَّ أنه ذكر في كتابه "الكلم الطيب" (٢) ما لا يوافق كلام شيخه, فإنه قال: قراءة القرآن أفضل من الذكر، ثم قال: أنه قد يعرض للمفضول ما يجعله أولى من الفاضل، بل لا يجوز أن يعدل عنه إلى الفاضل، وهذا [٢٧٣ ب] كالتسبيح في الركوع والسجود؛ فإنه أفضل من قراءة القرآن فيهما، بل القراءة فيهما منهي عنها نهي تحريم أو كراهية.
ثم قال: وإن كان فضل القرآن على كلام الله كفضل الله على خلقه، [لكن] (٣) لكل مقام مقال. انتهى.
فإنه أفاد أن السجود بذكره وهو التسبيح أفضل من قراءة القرآن في السجود، فلا يتم عموم أن ذكر القيام أفضل بكل حال، بل في حال القيام مثلاً، فيحتمل كلام شيخه (٤) على أفضلية ذكر القيام ما لم يعرض ما يقتضي أن غيره أولى.
[الرابع] (٥): حديث (عبادة بن الصامت):
٤ - وعن عُبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لله، وَسُبْحَانَ الله، وَالله أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، ثُمَّ قَالَ: اللهمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ".
(١) قاله ابن القيم في "زاد المعاد" (١/ ٢٣٠).
(٢) (ص ١٧٣) بتحقيقي.
(٣) سقطت من (أ. ب)، وأثبتناها من "الكلم الطيب".
(٤) أي: ابن تيمية شيخ الإِسلام.
(٥) في (أ. ب): "الثالث". وهو خطأ.