للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: المراد عقد القلب وتصميمه على الشيء، كأنه يوسوس له بأنه بقي من الليل قطعة طويلة فيتأخر عن القيام.

وانحلال (١) العقد كناية عن علمه بكذبه فيما وسوس به، وقيل في تأويله غير ذلك.

قوله: "انحلت عقدة" بلفظ الإفراد كما يدل له بقية السياق، وثبت لفظه بالجمع.

قوله: "فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة" فيه الحث على الذكر عند الاستيقاظ ولا يتعين ذكر، لكن المأثور أفضل.

"فإن توضأ انحلت عقدة, فإن صلَّى انحلت عقده كلها" وأقل ما تنحل به عقد الشيطان ركعتان، كما يفيده حديث ابن خزيمة (٢): "عجلوا عقد الشيطان ولو بركعتين".

قال الغزالي (٣): ولهذا استحب استفتاح صلاة الليل (٤) بركعتين مبادرة إلى حل العقد.

قوله: "فأصبح" بذكر الله والوضوء والصلاة.

"نشيطاً" ببركة قيام الليل.

"طيب النفس" (٥) منشرح الخاطر.


(١) انظر: "المفهم" (٢/ ٤٠٩ - ٤١٠)، "فتح الباري" (٣/ ٢٥ - ٢٦).
(٢) في "صحيحه" رقم (١١٣٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. وفيه: " ... فحلُّوا عقد الشيطان ولو بركعتين" وسنده صحيح.
(٣) انظر: "الوسيط" (٢/ ٢١٥ - ٢١٦).
(٤) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين".
أخرجه أحمد (٢/ ٣٩٩)، ومسلم رقم (١٩٨/ ٧٦٨)، وأبو داود رقم (١٣٣٣)، وهو حديث صحيح.
(٥) قال الحافظ في "الفتح" (٣/ ٢٦) لسروره بما وفقه الله له من الطاعة, وبما وعده من الثواب, وبما زال عنه من عقد الشيطان. كذا قيل: والذي يظهر أن في صلاة الليل سراً في طيب النفس وإن لم يستحضر المصلي شيئاً =

<<  <  ج: ص:  >  >>