للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ". أخرجه الترمذي (١). [ضعيف جداً]

"عَزَائِمُ المَغْفِرَةِ": الأسباب التي تعزم للعبد الغفران وتحققه.

قوله: "موجبات رحمتك" أي: ما يوجب الرحمة من الأعمال الصالحة والطاعات.

قوله: "عزائم مغفرتك" الأسباب التي تعزم له الغفران وتحققه.

والعصمة من كل ذنب: أي المنع بالألطاف والتيسير لليسرى، والتدارك للفرطات بالتوبة.

وقال الحافظ العراقي: فيه جواز سؤال العصمة من كل ذنب، وقد أنكر بعضهم ذلك؛ إذ بالعصمة إنما هي للأنبياء والملائكة.

والجواب: أنها في حق [٥٥٤/ أ] الأنبياء والملائكة واجبة وفي حق غيرهم جائزة، وسؤال الجائز جائز، إلا أن الأدب في حقنا سؤال الحفظ لا العصمة، وقد يكون هذا هو المراد هنا. انتهى.


(١) في "السنن" رقم (٤٧٩).
وأخرجه ابن ماجه رقم (١٣٨٤)، والحاكم (١/ ٣٢٠). وهو حديث ضعيف جداً.
قال النووي في "الأذكار" (١/ ٤٧٨): ويستحبُّ أن يدعو بدعاء الكرب، وهو: "اللهم آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار" لما قدمناه عن الصحيحين فيهما.
- قال الحافظ في "الفتح" (١١/ ١٩٢): قال الشيخ عماد الدين بن كثير: الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، وولد بار، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل إلى غير ذلك مما شملته عباراتهم، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا، وأمّا الحسنة في الآخرة فأعلاها دخول الجنة، وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة، وأمّا الوقاية من عذاب النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم وترك الشبهات.

<<  <  ج: ص:  >  >>