للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "وله ما أعطى". معناه: أنَّ ما وهبه لكم ليس خارجاً عن ملكه، بل هو سبحانه يفعل ما يشاء من أخذ أو إعطاء.

قوله: "وكلَّ". من الأخذ والإعطاء (١).

"عنده بأجل مسمى" يريد من مات فقد انقضى أجله المسمى، فمحالٌ تقدمه وتأخره عنه، فإذا علمتم هذا فاصبروا، واحتسبوا ما نزل بكم، وكذلك الإعطاء له أجل مسمى أيضاً، فلا تستعجلوا، وهذا الحديث من قواعد الإسلام المشتمل على جملة من أصول الدين وفروعه، والآداب.

قوله: "فلتصبر ولتحتسب" تنوي بصبرها الثواب من ربها (٢).

قوله: "أخرجه الخمسة إلاَّ الترمذي".

العاشر: حديث أنس:

١٠ - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: اشْتَكَى ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ، فَمَاتَ وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِجٌ، وَلَمْ يَعْلَمْهُ، فَلَمَّا رَأَتِ امْرَأَتُهُ أنَّهُ قَدْ مَاتَ هَيَّأَتْ شَيْئًا، وَنَحَّتْهُ فِي جَانِبِ البَيْتِ، فَلَّما جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: كَيْفَ الغُلاَمُ؟ قَالَتْ: قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ، فَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ، ثُمَّ قَرَّبَتْ لَهُ العِشَاءَ وَوَطَّأتْ لَهُ الفِراشَ، فَلمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ، فَلمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَعْلَمَتْهُ بِمَوتِ الغُلَامِ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْهَا، فَقَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَعَلَّهُ أَنْ يُبَارِكَ الله لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا" فَجَاءهُمَا تِسْعَةَ أَوْلاَدٍ كُلُّهُمْ قَدْ قَرَءوا القُرْآنَ. أخرجه البخاري (٣). [صحيح]

قوله: "ابن لأبي طلحة" هو زوج أم أنس، والابن هو أبو عمير الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمازحه يقول له لما مات نغره وحزن عليه "ما فعل النغير يا أبا عمير".


(١) وقال الحافظ في "الفتح" (٣/ ١٥٧)، أو من الأنفس، أو ما هو أعم من ذلك.
(٢) ذكره الحافظ في "الفتح" (٣/ ١٥٧).
(٣) في "صحيحه" رقم (١٣٠١)، وطرفه (٥٤٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>