للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"على رأسٍ جَبَلٍ" أي: صعب الوصول إليه. وَصفته بقِلَّة الخير، تقول: هو كلحم الجمل لا كلحم الضأن، ومع ذلك مهزول رديء صعب المتناول لا يوصل إلاَّ إليه بمشقة شديدة (١).

وقول الثانية: "لَا أَبُثُّ خبرَهُ" أي: لا أنشره وأشيعه.

وقولها: "إنِّي أخَافُ أَنْ لاَ أَذَرَه" أي: خبره طويل، إن شرعت في تفصيله لا أقدر على إتمامه لكثرته (٢).

"وَالعُجَرُ وَالبُجَرُ" الراد عيوبه الباطنة وأسراره الكامنة.

"وَالعُجَرُ" (٣) تعقد العَصَب والعروق حتى ترى ناتئة في الجسد.


(١) قال الحافظ في "الفتح" (٦/ ٢٥٩) قال عياض: (... وذلك أنها أودعت كلامها تشبيه بشيئين: شبهت زوجها باللحم الغث، وشبهت سوء خلقه بالجبل الوعر، ثم فسرت ما أجملت، فكأنها قالت: لا الجبل سهل فلا يشق ارتقاؤه لأخذ اللحم ولو كان هزيلاً؛ لأن الشيء المزهود فيه قد يؤخذ إذا وجد بغير نصب، ثم قالت: ولا اللحم سمين فيتحمل المشقة في صعود الجبل لأجل تحصيله.
انظر: "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٧/ ٤٥٦ - ٤٥٧).
وقال الخطابي في "غريب الحديث" (٢/ ٨٤٩): معنى الجبل الوعر في هذا أن تكون قد وصفته بسوء الخلق، والترفع لنفسه والذهاب بها زهواً وكبراً.
(٢) هذا على أن الضمير للخبر أي: أنه لطوله وكثرته إن بدأته لم أقدر على تكميله، فاكتفت بالإشارة إلى معايبه، خشية أن يطول الخطب بإيراد جميعها.
وقيل: الضمير لزوجها وعليه يعود حمير: (عجره وبجره، بلا شك كأنها خشيت إذا ذكرت ما فيه أن يبلغه فيفارقها ...).
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ١٦٣).
"غريب الحديث" للهروي (٢/ ٢٩٠)، "الفائق" للزمخشري (٣/ ٤٩، ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>