للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "إياكم والجلوس" بالمنصوب (١) محذر منه.

"في الطرقات" جمع طريق، وهو ممر الناس العامة أو الخاصة بأهل حافة.

"قالوا: يا رسول الله! ما لنا بد من مجالسنا" في "الفتح" (٢) أنّ القائل بذلك أبو طلحة، وهو مبين في مسلم (٣)، يقال: ما له بد من كذا، أي: ما له فراق منه.

"نتحدث" يحدث بعضنا بعضاً.

"فيها" بما فيه مصالح الدين والدنيا، وترويح النفوس في المحادثة بالمباح، فلما قولوا ذلك، دّلهم على الآداب المذكورة.

قال القاضي عياض (٤): فيه دليل على أنهم فهموا من أمره لهم ليس للوجوب، وإنما هو للأولى، ولو فهموا أنه للوجوب لم يراجعوه هذه المراجعة، وقد يحتج به من يرى أنّ الأمر ليس للوجوب.

قال الحافظ (٥): إن قلت: ويحتمل أن يكونوا رجوا وقوع النسخ تخفيفاً لما شَكَوا من الحاجة إلى ذلك، ويؤيده أنّ في مرسل يحيى بن يعمر "فظنّ القوم أنها عزيمة [١٢١ ب] " انتهى.

قلت: هذا رجاء النسخ (٦) قبل الإمكان.


(١) أي: بالنصب على التحذير.
(٢) "فتح الباري" (٥/ ١١٣).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (٥/ ١١٣).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (١١/ ١١).
(٥) في "الفتح" (١١/ ١١).
(٦) انظر: "البحر المحيط" (٤/ ٨١) "شرح الكوكب المنير" (٣/ ٥٤٠ - ٥٤١)، "الناسخ والمنسوخ" للنحاس (٣/ ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>