للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"فحامل المسك إما أن يجديك" (١) بضم المثناة التحتية فجيم فدال مهملة من أجدى عليه يجدي إذا أعطاه.

"وإما أن تبتاع منه" كذلك الجليس الصالح إما أن تنتفع بمجالسته بدلالته لك على الخير. "وإمّا أن تأخذ عنه" ما ينفعك في دنياك ودينك.

"ونافخ الكير (٢) إمّا أن يحرق ثيابك" فيتلفها. "وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة" كذلك جليس السوء، إما أن تخسر لمجالسته من دنياك، أو تأذي بقبيح مجالسته، وهذا حث على مجالسة الصالحين، وحث على البعد عن مجالسة العاصين، ولذا قيل:

وقارن إذا قارنت حراً فإنَّما ... يُزين ويُزري بالفتى قرناؤه

قوله: "أخرجه الشيخان".

الثاني: حديث (جابر):


= (أ) إما أن يكون النشر فيه على ترتيب الطيّ، نحو قوله تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} [القصص: ٧٣]، ثم ذكر السكون لليل، وابتغاء الرزق للنهار، على الترتيب.
(ب) وإمّا أن يكون النشر على خلاف ترتيب الطيّ، نحو قوله تعالى: {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} [الإسراء: ١٢].
ذكر ابتغاء الفضل الثاني، وعلم الحساب للأول، على خلاف الترتيب.
انظر: "معجم البلاغة العربية" (ص ٣٩٦ - ٣٩٧).
(١) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٢٤٤).
(٢) الكير: حقيقته البناء الذي يركب عليه الزق، والزق الذي ينفخ فيه, فأطلق على الزق اسم الكير مجازاً لمجاورته له، وقيل: الكير هو الزق نفسه، وأما البناء فاسمه الكور.
انظر: "فتح الباري" (٤/ ٣٢٤)، "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٥٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>