للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا" قال الله: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} (١) أي: دخولها.

"ولا تؤمنوا حتى تحابوا" يحب بعضكم بعضاً؛ لأنكم إخوة في الإيمان.

"ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم" (٢) كأنه قيل: دلنا عليه، فقال: "أفشوا السلام بينكم" أذيعوه بينكم فيسلم بعضكم على بعض، فإنه يكون سبباً للتحاب، وتقدم إفشاء السلام (٣)، وأنه على من عرفت وعلى من لم تعرف.

قوله: "أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي".

الثاني: حديث (النعمان بن بشير):

٢ - وعن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَه سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى". أخرجه الشيخان (٤). [صحيح]

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل" بفتح المثلثة.


(١) سورة المائدة الآية: (٧٢).
(٢) قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (١/ ٣٦): معناه لا يكمل إيمانكم ولا يصح حالكم في الإيمان إلا بالتحاب.
(٣) لأن السلام أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة، وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع وإعظام حرمات المسلمين، وقد ذكر البخاري - رحمه الله - في "صحيحه" عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - أنه قال: ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الاقتار.
"شرح صحيح مسلم" (١/ ٣٦)، "فتح الباري" (١١/ ١٨ - ٢٠).
(٤) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٦٠١١)، ومسلم رقم (٦٦/ ٢٥٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>