للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجه الخمسة (١) إلا النسائي. [صحيح]

"قال [١٦١ ب]: عطس رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فشمت أحدهما" قال ابن الأثير (٢): فشمت العاطس بالشين المعجمة والسين المهملة، والشين المعجمة أكثر وأفصح، إذا دعوت له، وهو في السنة أن تقول له: "يرحمك الله".

اشتقاق التشميت بالشين المعجمة من الشوامت وهي القوائم، كأنَّه دعا للعاطس بالتثبيت على طاعة الله، واشتقاقه بالسين المهملة من السمت وهو الهدى كأنَّه دعا إلى سمته وهديه، قاله أبو علي الفارسي (٣).

وقال ثعلب (٤): معنى التشميت: أبعدك الله عن الشماتة، وجنبّك ما يشمت به عليك، ومعنى التسميت: جعلك الله على سمت حسن، انتهى.

"ولم يشمت الآخر فقيل له" أي: سئل - صلى الله عليه وسلم - عن ذاك، والسائل هو الذي لم يشمته - صلى الله عليه وسلم - كما في رواية في هذا الحديث عن أنس: "فقال له الذي لم يشمته يا رسول الله شمّت هذا ولم تشمتني".

"قال: إنّ هذا حمد الله، وهذا لم يحمد الله" هذا صريح في أنّ الأمر (٥) بالتشمتة هو لمن حمد الله، فإذا لم يحمد الله فلا يستحق تشميتاً ويكره تشميته, ولذا نهى عنه، والأصل فيه التحريم والنهي هو في الحديث الثاني.


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٦٢٢٥)، ومسلم رقم (٥٣/ ٢٩٩١)، وأبو داود رقم (٥٠٣٩)، والترمذي رقم (٢٧٤٢)، وابن ماجه رقم (٣٧١٣). وهو حديث صحيح.
(٢) في "الجامع" (٦/ ٦٢٠).
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" (١١/ ٣٢٩ - ٣٣٠).
(٤) ذكره النووي في "شرح صحيح مسلم" (١٨/ ١٢٠). وانظر: "لسان العرب" (٢/ ٤٩).
(٥) انظر: "فتح الباري" (١٠/ ٦٠٢ - ٦٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>