للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: شمت أخاك ثلاثاً" أي: ثلاث مرات إن تكرر معه العطاس.

"فما زاد" على الثلاث.

"فهو زكام" أي: العطاس عن زكام، وقد عارضه حديث مسلم (١): "أنه عطس عند - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال له: يرحمك الله، ثم عطس أخرى فقال: الرجل مزكوم". هذا لفظ مسلم أنه قاله في المرة الثانية، ولكنه لا تعارض بين الفعل والقول إذ القول مقدم.

قال ابن القيم (٢): فإن قيل: إذا كان به زكام فهو أولى أن يُدعى له ممن لا علة به؟! قيل: يدعى له كما يُدعى للمريض ومن به داء ووجع، وأما سنة العطاس الذي يحبه الله وهو نعمة، ويدلُّ على خفة البدن، وخروج الأبخرة المحتقنة، فإنما يكون إلى تمام الثلاث، وما زاد عليها يُدعى لصاحبه بالعافية.

وقوله في الحديث: "مزكوم" تنبيه على الدعاء له بالعافية؛ لأنّ الزكام علة، وفيه اعتذار عن ترك تشميته بعد الثلاث، وفيه التنبيه على هذه العلة ليتداركها، ولا يهملها [فيصتصعب] (٣) أمرها، وكلامه - صلى الله عليه وسلم - كله علم وحكمة وهدى، انتهى (٤).

قوله: "أخرجه أبو داود".

الثالث: حديث (أبي هريرة - رضي الله عنه -):


(١) في "صحيحه" رقم (٥٥/ ٢٩٩٣) عن ابن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعطس رجل عنده فقاله له: "يرحمك الله، ثم عطس أخرى فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الرجل مزكوم ... ".
(٢) في "زاد المعاد" (٢/ ٤٠٣).
(٣) في (ب). فيصستصعب. هكذا رسمت، والذي في "زاد المعاد": فيصعبُ.
(٤) انظره: في "زاد المعاد" (٢/ ٤٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>