للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فنادى بأعلى صوته: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض" لم يصل.

"الإيمان إلى قلبه" هذه صفات المنافقين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم.

"لا تؤذوا المسلمين" مأخوذ من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (٥٨)} (١).

وقوله: "ولا تعيروهم" من عطف الخاص على العام، فإن التعيير من الأذية، ومثله: "ولا تتبعوا عوراتهم" جمع عورة، وهي كل ما يستحيا منه إذا ظهر، أي: لا تبحثوا عنها وتكشفوها.

"فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم" ليكشفها للناس أو ليعلمها.

"تتبع الله عورته" أي: عاقبه بإظهار عورته للناس التي يجب كتمها، عقوبة من جنس فعله.

"ومن تتبع الله عورته يفضحه" ولو فعل ما لا يجب أن يظهر ويكشف من عوراته.

"في جوف رحله" لفظ الجامع "قال نافع". "ونظر ابن عمر يوماً إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منكِ".

قوله: "أخرجه الترمذي".

قلت: وقال (٢): حسن غريب.


= رقم (١٧٣) من طرق من حديث أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته, ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته". وهو حديث صحيح لغيره.
(١) سورة الأحزاب الآية: ٥٨.
(٢) في "السنن" (٤/ ٣٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>