للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمراد بوجهه ذاته (١).

"ما انتهى إليه بصره من خلقه" أي: جميع خلقه؛ لأنّ بصره (٢) محيط بكل الكائنات، فـ "من" لبيان الجنس لا للتبعيض، والتقدير لو زال المانع من رؤيته، وهو الحجاب المسمى بالنور أو النار، وتجلى لمخلوقاته لأحرق نور وجهه جميع مخلوقاته، والمصنف قد أتى بتفسير بعض الحديث.

قوله: "أخرجه مسلم" ولم يخرجه البخاري.

الثاني: حديث (أبي هريرة).

٢ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا قاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الوَجْهَ". أخرجه الشيخان (٣). [صحيح]

وزاد مسلم (٤): "فَإنَّ الله خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتهِ".


(١) تقدم أن الوجه صفة ذاتية خبرية لله عز وجل ثابتة بالكتاب والسنة وقد تقدم تفصيله.
(٢) قال البيهقي والدارمي وابن تيمية وغيرهم أن الهاء في "بصره" عائدة على الله عز وجل، أي: لو كشفها لا أحرق نور وجه الله كل ما أدركه بصره, أي جميع الخلق؛ لأن بصره تعالى مدرك كل شيء، غير أنه يصيب ما يشاء ويصرفه عمن يشاء.
قال ابن تيمية فالبصر يدرك الخلق كلهم، وأما السبحات فهي محجوبة بحجابه النور، أو النار، وهذا في الدنيا لأن الله كتب عليها الفناء، فإذا كان يوم القيامة ركبت الابصار والجوارح للبقاء فاحتملت النظر إلى وجهه تعالى وإلى سبحاته ونور وجهه من غير أن يحرق أحداً.
انظر: "مختصر الصواعق المرسلة" (٢/ ١٩٠). "الأسماء والصفات" للبيهقي (ص ٣٩٢).
"مجموع فتاوى" (٦/ ١٠ - ٣٨٧، ٣٩٦).
(٣) أخرجه البخاري رقم (٢٥٥٩)، ومسلم في صحيحه رقم (٢٦١٢) وهو حديث صحيح.
(٤) في صحيحه رقم (١١٥/ ٢٦١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>