للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (٥٨)} فرأيت رسول الله يضع إبهامه على أذنه، والذي تليها على عينه". قال البيهقي (١) - رحمه الله -: المراد بالإشارة المروية في هذا الحديث تحقيق الوصف لله بالسمع والبصر، فأشار إلى محلي السمع والبصر، فإثبات صفة السمع والبصر لله كما قال: قبض فلان على مال فلان وأشار باليد على معنى أنه حاز ماله.

وأفاد هذا الحديث أنه سميع بصير (٢) على معنى له سمع وبصر لا على معنى أنه عليم، إذ لو كان بمعنى العلم لأشار إلى القلب؛ لأنه محل العلوم منا، وليس في الخبر إثبات الجارحة لله تعالى الله عن شبه المخلوقين علواً كبيراً.

قوله: "أخرجه أبو داود".

انتهى حرف الصاد المهملة ويتبعها.


(١) في "الأسماء والصفات" (٢/ ١٦٨ - ١٦٩).
(٢) فأهل السنة والجماعة يقولون: إن الله سميع يسمع بسمع يليق بجلاله وعظمته, كما أنه بصير يبصر، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)}.
وتقدم تفصيله في أسماء الله الحسنى.
وقال الحافظ ابن كثير في رسالته "العقائد": "فإذا نطق الكتاب العزيز ووردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك؛ وجب أعتقاد حقيقته؛ من غير تشبيه بشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ من غير إضافة, ولا زيادة عليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، وإزالة لفظ عما تعرفه العرب وتصرفه عليه, والإمساك عما سوى ذلك".
وانظر: "رسالة إلى أهل الثغر" لأبي الحسن الأشعري (ص ٢٢٥). و"علاقة الإثبات والتفويض" (ص ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>