للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجه الأربعة (١). [صحيح]

"قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه آله وسلم فقال: إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء". الحلو.

"فإن توضأنا به عطشنا" لقلته، يستغرقه الوضوء.

"أفنتوضأ بماء البحر" البحر الماء الكثير أو المالح فقط كما في "القاموس" (٢)، كأنه لما سمع: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (٤٨)} (٣)، وقوله: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} (٤)، حمل ذلك على ماء السماء والباقي منه ينابيع في الأرض، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

"فقال: هو الطهور" (٥) بفتح الطاء، المصدر واسم لما يتطهر به, والآية تحتملها فهو هنا مصدر فاعله. "ماؤه" وضمير ماؤه يقتضي أنه أريد بالبحر مكانه وإلاّ لما احتيج إلى قوله: "ماؤه" فأفاد - صلى الله عليه وسلم - أنه طهور، أي: طاهر مطهر، لا يخرج عن ذلك إلاّ بما يأتي، ولم يقتصر - صلى الله عليه وسلم - في جوابه


(١) أخرجه أبو داود رقم (٨٣)، والترمذي رقم (٦٩)، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي رقم (٥٩، ٣٣٢، ٤٣٥٠)، وابن ماجه رقم (٣٨٦).
وأخرجه أحمد (٢/ ٢٣٧، ٣٦١، ٣٧٨، ٣٩٢)، وابن خزيمة في صحيحه رقم (١١١)، وابن حبان رقم (١٢٤٣)، وابن الجارود في "المنتفى" رقم (٤٣)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ١٤٠)، وفي "علوم الحديث" (ص ٨٧)، والدارقطني في "السنن" (١/ ٣٦ رقم ١٣)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٣)، وابن أبي شيبة (١/ ١٣١).
وهو حديث صحيح.
(٢) "القاموس المحيط" (ص ٤٤١).
(٣) سورة الفرقان الآية: ٤٨.
(٤) سورة النساء الآية: ٤٣.
(٥) انظر: "القاموس المحيط" (ص ٥٥٤, ٥٥٥)، و"لسان العرب" (٨/ ٢١٠ - ٢١٢)، و"تهذيب اللغة" (٦/ ١٧٠ - ١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>