للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاسِعًا". ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَ فِي المَسْجِدِ، فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: "إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ، صُبُّوا عَلَيْهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ". أَوْ قَالَ: "ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ". أخرجه الخمسة (١) إلا مسلماً، وهذا لفظ أبي داود والترمذي رحمهما الله. [صحيح]

"أنّ أعرابياً دخل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس يصلى ركعتين" لعلها تحية المسجد.

"ثم قال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً" كأنه لجهله بسعة رحمة الله.

"فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد تحجّرت واسعاً" وهي رحمة الله التي وسعت كل شيء كما قال تعالى (٢).

(ثم لم يلبث) أي: الأعرابي.

"أن بال في المسجد" على عادة العرب في عدم الإبعاد عند البول.

"فأسرع إليه الناس" أي: بالزجر، والنهي بقولهم: مَهْ مَه كما سلف.

"فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" تقدم بقوله: "لا تزرموه".

"وقال: إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" نسب - صلى الله عليه وسلم - البعث إليهم مجازاً؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - هو المبعوث إليهم، وإنما ذكرهم؛ لأنهم المبلغون عنه في حضوره وغيبته, أو لأنهم مبعوثون من قِبَلِهِ إلينا.

"صبّوا عليه سجلاً" (٣) بفتح السين المهملة [٢٢٧ ب] وسكون الجيم وهو الذَنوب.

أيضاً.

قوله: (أخرجه الخمسة إلاّ مسلماً وهذا لفظ أبي داود والترمذي".


(١) أخرجه البخاري رقم (٢٢٠، ٦١٢٨)، وأبو داود رقم (٣٨٠)، والترمذي رقم (١٤٧)، والنسائي رقم (٥١). وهو حديث صحيح.
(٢) قال تعالى: {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: ١٥٦].
(٣) السَّجْل: الدَّلو الملأى ماءً ويجمع على سجال.
"النهاية في غريب الحديث" (١/ ٧٥٦)، "غريب الحديث" للخطابي (٢/ ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>