للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: حديث (يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب).

٢ - وَعن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: أَنَّهُ اعْتَمَرَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي رَكْبٍ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ العَاصِ، وَأَنَّ عُمَرَ عَرَّسَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَرِيبًا مِنْ بَعْضِ المِيَاهِ, فَاحْتَلَمَ عُمَرُ بْنِ الخَطَّابِ، وَقَدْ كَادَ أَنْ يُصْبحَ فَلَمْ يَجِدْ مَعَ الرَّكْبِ مَاءً فَرَكِبَ حَتَّى جَاءَ المَاءَ، فَجَعَلَ يَغْسِلُ مَا رَأَى مِنْ ذَلِكَ الاحْتِلَامِ حَتَّى أَسْفَرَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ العَاصِ: أَصبَحْتَ، وَمَعَنَا ثِيَابٌ، فَدَعْ ثَوْبَكَ يُغْسَلُ، فَقَالَ عُمَرُ وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ العَاصِ! لَئِنْ كُنْتَ تَجِدُ ثِيَابًا أَفكُلُّ النَّاسِ يَجِدُ ثِيَابًا؟ وَالله لَوْ فَعَلْتُهَا لَكَانَتْ سُنَّةً، بَلْ أَغْسِلُ مَا رَأَيْتُ وَأَنْضِحُ مَا لَمْ أَرَهُ. أخرجه مالك (١). [موقوف صحيح]

"أنه اعتمر" أي: خرج إلى العمرة.

"مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في ركب" جماعة، والركب جمع ركاب، وهي الرواحل من الإبل.

"فيهم عمرو بن العاص وأنّ عمر عرَّس" نزل لينام، والتعريس (٢) نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة.

"ببعض الطريق قريباً من بعض المياه, فاحتلم عمر بن الخطاب، وقد كاد يصبح، فلم يجد مع الركب ماءً، فركب حتى جاء الماء" الذي عرَّس قريباً منه.

"فجعل يغسل ما رأى من ذلك الاحتلام" أي: من ماءه.

"حتى أسفر" أي: اتضح ضوء الفجر. "فقال عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب: أصبحت ومعنا ثياب فدع ثوبك يغسل" أي: والبس ثوباً من ثيابنا.


(١) في "الموطأ" (١/ ٥٠ رقم ٨٣) وهو أثر موقوف صحيح.
(٢) "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ١٨١)، "الفائق في غريب الحديث" (٢/ ٤٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>